الخميس، 31 مارس 2016




المملكة العربية السعودية 
وزارة التعليم 
 الإدارة العامة للتعليم بمنطقة عسير
  مكتب التعليم (للبنات) بمحافظة خميس مشيط

وحدة الجودة الشاملة  
    برنامج تكاتف ( الرقابة الذاتية وأثرها في المجتمع )    

                             اللإبتدائية الأولى بمصلوم 
                     قائدة المدرسة / أ / فاطمة ختام الحارثي 













الرقابة الذاتية، كيف نعززها؟


الرقابة الذاتية هي إحدى القيم الإسلامية التي يستند إليها سلوك الإنسان المسلم،
 قال تعالى : (إن الله كان عليكم رقيبا) ولذلك فهي من أهم العوامل المؤثرة في النجاح وفي جوده العمل،
وفي تحقيق تكامل الجهود نحو الأهداف المشتركة.
كثير من منظمات العمل تضع الرقابة الذاتية في قائمة عناصر ثقافتها التنظيمية
لأنها تدرك أن العمل مهما اكتملت عناصره والنجاح مهما توفرت أسبابا فهي عوامل غير كافية
بدون الرقابة الذاتية.
وفي بيئة العمل لا تعني الرقابة الذاتية الالتزام بساعات الحضور والانصراف لكنها أشمل من ذلك بكثير،
إنها تتعلق بالأداء من حيث إتقانه وتقييمه وتطويره.
جوده الأداء هي الهدف والموظف في أي موقع وفي أي تخصص هو المسؤول عن أدائه دون حاجة
إلى رقابة خارجية، والسلوك الإداري في بيئة العمل لا ينفصل عن سلوك الإنسان وهذا السلوك
هو ترجمة للثقافة الدينية والأخلاقية والتربية التي تبني الشخصية الواثقة بقيمها وسلوكها الملتزمة بأخلاقيات المهنة وواجباتها.
الرقابة الذاتية مصدرها الإنسان نفسه حيث يراقب سلوكه وأعماله ويؤدي واجباته ومسؤولياته
دون حاجة الى مراقبة ومتابعة الآخرين.
وتتضح أهمية الرقابة الذاتية في دورها في تعزيز السلوك الايجابي والتقييم الذاتي للأداء
وأن يكون الانسان قدوة للآخرين وخاصة الأطفال.
وفي بيئة العمل يمكن تعزيز الرقابة الذاتية مفهوما وتطبيقا من خلال الثقة، وتفويض الصلاحيات والتقييم الذاتي وتخفيف الرقابة وتوفير فرص المشاركة في اتخاذ القرارات.
إن تعزيز الرقابة الذاتية في بيئة العمل يكمن في توفير بيئة عمل ايجابية بمكوناتها المادية والمعنوية،
وإذا كانت المكونات المادية يمكن توفيرها بالإمكانات المالية فإن المكونات المعنوية هي ثقافة إنسانية ومهنية تحرص المنظمات على بنائها لتكون بمثابة الإطار الأخلاقي للأداء.
ما هي هذه المكونات المعنوية التي نبحث عنها في بيئة العمل فتساهم في تحقيق الرضا الوظيفي
وكنتيجة لذلك تعزز الرقابة الذاتية؟
من هذه العوامل :
توفر الأمن الوظيفي وفرص الترقي، والتطوير المستمر، والإثراء الوظيفي،
 وتوفر العدالة والعلاقات الإنسانية والعمل الجماعي، والاتصالات الفعالة على كافة المستويات.
 يضاف إلى ما سبق اقتراحات تتعلق بأداء المدير كي يتمكن من تعزيز الرقابة الذاتية، ومن ذلك ما يلي :
- تقييم إنتاجية الموظف وليس تواجده في مكتبه.
- يطلب المدير من الموظف إعداد تقارير دورية ويناقشها معه.
- تشجيع وتعزيز التقييم الذاتي من خلال الاجتماع مع الموظف بشكل دوري ومناقشة جوانب العمل المختلفة.
- استخدام الاستبيانات للحصول على تقييم من الفئة المستهدفة بالخدمة.
هذا في بيئة العمل فماذا عن الرقابة الذاتية بشكل عام في كل مكان، في المستشفى، في المطعم، في الشارع،
 في المصنع، في المدرسة، في المزرعة، وغيرها؟
المجتمع المثالي حلم غير واقعي لكن هذا ليس مبررا للإحباط أو الاستسلام للسلبيات أو التعامل مع الأخطاء بمبدأ المقارنة مع النماذج السيئة.
الحلول ممكنة لممارسة السلوكيات الأخلاقية وهي تبدأ من مرحلة الطفولة بشرط استخدام الطرق التربوية الفعالة والابتعاد عن التربية الخطابية.
هذا التوجه التربوي لا يغني عن وجود الأنظمة والقوانين التي توفر الحياة الكريمة والعدالة للجميع وتوفر الغذاء والأمن للجميع وتحمي المجتمع من الإنسان الذي لا يملك الرقابة الذاتية التي تجعله عضوا نافعا لنفسه وللآخرين.
إن التحدي يكمن في تحويل هذا الإنسان الخارج على القانون إلى إنسان ايجابي قادر على بناء الجسور بين القيم والممارسات سواء أكان وحده أم تحت أنظار المراقبة.
ومن الخطوات الملحوظة في هذا الاتجاه إصدار أحكام قضائية تلزم مرتكبي المخالفات البسيطة بالقيام بأعمال وخدمات لصالح المجتمع مثل أعمال النظافة أو الخدمات الإنسانية. هذه الأحكام وما يماثلها تساهم في تغيير الاتجاهات السلوكية نحو المشاركة الايجابية.
وحيث إن المجتمع الإنساني فيه الخير والشر والحق والباطل فإن مبدأ الثواب والعقاب أمر لابد منه لتحقيق الأمن والاستقرار والتوازن والعدالة في هذا المجتمع. ولولا هذه الحقيقة لما وجد في المجتمعات أجهزه للأمن والشرطة ومكافحة الإرهاب والجريمة والمخدرات.
لن يصل أي مجتمع إلى المثالية لكنه يستطيع تعزيز الرقابة الذاتية والتخفيف من نسبة الشرور والسلوكيات المخالفة للدين والممارسات الخارجة على الأنظمة والقوانين عن طريق التنمية الثقافية والأخلاقية بالأساليب النظرية والعملية ابتداء من مرحلة الطفولة. عندما يدرس الطفل أن النظافة من الإيمان فلا يكفى أن يحفظ هذه العبارة ويسترجعها في الاختبار ولكن يجب أن يمارسها حتى تتحول إلى سلوك يلازمه في كل زمان ومكان. وعندما يقرأ عن الحوار الموضوعي، والمساواة بين الناس، والعدالة، ونبذ التطرف والعنصرية، والمشاركة، والتعاون، وغيرها من القيم الجميلة فلابد من برامج وأنشطة تتيح المجال للتطبيق والممارسة واكتساب الخبرات العملية في تربة خصبة فتصبح قابلة للنمو وتتحول في مستقبل الإنسان إلى ثقافة وسلوك .
لقد بدأنا الحديث عن الرقابة الذاتية في بيئة العمل ثم انتقلنا إلى المجتمع الإنساني الكبير ولعلنا نتفق أن تعزيز الرقابة الذاتية ممكن بشرط توفر عوامل معينة من أهمها القدوة وتطبيق المبادئ التربوية العملية والابتعاد عن التربية الخطابية الإنشائية، وإعطاء الجانب التربوي في مدارسنا ما يتفق مع أهميته وتأثيره في بناء شخصية الإنسان.
                                                                                               جمع وإعداد المعلمة

                                                                                زابنة سعد أبوجرفة



                                   الرقابة الذاتية وأثرها في المجتمع

إن ما يمتاز به الإسلام عن غيره أنه يربي مبدأ المراقبة لله تعالى في نفس المسلم؛ فالمسلم هو الحسيب والرقيب الأول على نفسه؛ وذلك ناشئ عن إيمانه العميق الذي دلت عليه النصوص الشرعية بأن الله تعالى رقيب على كل لحظات العبد وسكناته؛ وهو تعالى عالم الغيب والشهادة.
فمراقبة المسلم لربه تعالى خلق كريم من الأخلاق العالية التي جاء بها الإسلام؛ وسمة من سمات المسلم الصادق.
والمراقبة قد عرفها العلامة ابن القيّم رحمه الله بقوله: والمراقبة دوام علم العبد وتيقّنه باطّلاع الحقّ سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه.
هذا وقد دلت الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة على وجوب مراقبة الله تعالى في كل ما يأتي العبد ويذر.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1]وقال تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} [الأحزاب: 52]وقال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} [البقرة: 235]وقال تقدست أسماؤه: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } [يونس: 61]
قال الحافظ ابن كثير: وقوله: { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } أي: هو مراقب لجميع أعمالكم وأحوالكم كما قال: { وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [البروج: 9] .
وفي الحديث الصحيح: “اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك” وهذا إرشاد وأمر بمراقبة الرقيب.
وفي حديث عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما الذي رواه البخاري في قصة الثلاثة نفر الذين آواهم المبيت في الغار وأطبقت الصخرة؛ حيث قال أحدهم: اللّهمّ إنّه كانت لي ابنة عمّ أحببتها كأشدّ ما يحبّ الرّجال النّساء، وطلبت إليها نفسها. فأبت حتّى آتيها بمائة دينار. فتعبت حتّى جمعت مائة دينار، فجئتها بها، فلمّا وقعت بين رجليها قالت: يا عبد اللّه! اتّق اللّه، ولا تفتح الخاتم إلّا بحقّه فقمت عنها، فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج لنا منها فرجة، ففرج لهم.
وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «سبعة يظلّهم اللّه في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه:-وذكر منهم- ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال؛ فقال: إنّي أخاف اللّه.
فهذه الأدلة واضحة في أن يراقب العبد ربه في كل لحظة وفي كل سكنة؛ وأن ذلك مما يصل بالعبد إلى الفلاح في الدنيا والآخرة.
قال ابن القيم: ينبغي أن يراقب الإنسان نفسه قبل العمل وفي العمل، هل يحرّكه عليه هوى النّفس أو المحرّك له هو اللّه تعالى خاصّة؟ فإن كان اللّه تعالى، أمضاه، وإلّا تركه، وهذا هو الإخلاص.
قال الحسن: رحم اللّه عبدا وقف عند همّه، فإن كان للّه مضى، وإن كان لغيره تأخّر.
فهذه مراقبة العبد في الطّاعة، وهو أن يكون مخلصا فيها، ومراقبته في المعصية تكون بالتّوبة والنّدم والإقلاع، ومراقبته في المباح تكون بمراعاة الأدب، والشّكر على النّعم، فإنّه لا يخلو من نعمة لا بدّ له من الشّكر عليها، ولا يخلو من بليّة لا بدّ من الصّبر عليها، وكلّ ذلك من المراقبة.
قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: حقيقة المراقبة هي ملاحظة الرّقيب وانصراف الهمم إليه، فمن احترز من أمر من الأمور بسبب غيره، يقال إنّه يراقب فلانا، ويراعي جانبه، ويعني بهذه المراقبة حالة للقلب يثمرها نوع من المعرفة، وتثمر تلك الحالة أعمالا في الجوارح وفي القلب.
أمّا الحالة فهي مراعاة القلب للرّقيب واشتغاله به والتفاته إليه وملاحظته إيّاه وانصرافه إليه. وأمّا المعرفة الّتي تثمر هذه الحالة فهي العلم بأنّ اللّه مطّلع على الضّمائر، عالم بالسّرائر، رقيب على أعمال العباد، قائم على كلّ نفس بما كسبت، وأنّ سرّ القلب في حقّه مكشوف كما أنّ ظاهر البشرة للخلق مكشوف بل أشدّ من ذلك.
فهذه المعرفة إذا صارت يقينا- أعني أنّها خلت عن الشّكّ- ثمّ استولت بعد ذلك على القلب قهرته؛ فربّ علم لا شكّ فيه لا يغلب على القلب كالعلم بالموت، فإذا استولت على القلب استجرّت القلب إلى مراعاة جانب الرّقيب وصرفت همّه إليه؛ والموقنون بهذه المعرفة هم المقرّبون، وهم ينقسمون إلى الصّدّيقين وإلى أصحاب اليمين.
قال الشّاعر:
إذا ما خلوت الدّهر يوما فلا تقل … خلوت ولكن قل عليّ رقيب
ولا تحسبنّ اللّه يغفل ساعة … ولا أنّ ما تخفيه عنه يغيب
ألم تر أنّ اليوم أسرع ذاهب … وأنّ غدا للنّاظرين قريب.
فالمراقبة لله تعالى مانعة للعبد من ارتكاب الفواحش؛ ومعاقرة المعاصي؛ وصادة لنفسه الأمارة بالسوء بأن يفعل ما يريد؛ لعلمه اليقيني بأن الرب تبارك وتعالى مطلع عليه؛ وسيحاسبه على عمله ذلك؛ فيثمر هذا الإيمان في قلب المسلم انكفافاً عن المحرمات وولوغا في الموبقات.

                                                      جمع وإعداد المعلمة/
                                                                   زابنة سعد أبوجرفة









اتقدم بالشكر للاستاذة زابنة سعد على تنفيذهذه المشاركة الفعالة 

                                     منسقة الجودة /  أ / فاطمة القحطاني



































































                                      مقاطع فديو


























منسقة الجودة فاطمة القحطاني